مع تزايد عدد الإصابات بإنفلونزا AH1N1 والمعروفة بإنفلونزا الخنازير، يتزايد الهلع والخوف بين الناس، مما يجعل البيئة خصبة لنمو الشائعات وتزايدها، ويبدأ الناس في تناقل المعلومات المغلوطة حول المرض وكيفية الإصابة به، وليس هذا فقط وإنما كيفية العلاج منه بطرق طبيعية وبسيطة كما يزعم البعض، ومن أشهر الاعتقادات والأقاويل السائدة:
فيروس AH1N1 شديد الضراوة وقاتل.. حتى الآن، إنفلونزا الخنازيرِ لا تبدو أكثر فتكا من الإنفلونزا الموسميّة (الأعراض متشابهة لدرجة كبيرة)، لَكنَّ نسبة انتشاره عالية، أما سبب الخوف من إنفلونزا الخنازير فهو راجع لعدم وجود مناعة ضدها، على خلاف الإنفلونزا الموسميّة التي ربما تعرض لها الكثيرون في السابق، وأكد الدكتور عبد الهادي مصباح استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة أن انتقال الفيروس يتم من شخص مصاب لشخص سليم عن طريق الجهاز التنفسي، وذلك من خلال انتقال الإفرازات الناتجة من السعال أو العطس بالمعانقة أو المصافحة أو التقبيل أو التواجد في الأماكن المزدحمة.
المراوح وأجهزة التبريد قد تكون عاملا مساعدا في نشر الفيروس
يرى د.مصباح أن ما تردد عن أن المراوح والتكييفات قد تكون عاملا مساعد في نشر الفيروس صحيح، شريطة أن يكون بالمكان شخص مصاب بإنفلونزا الخنازير، وقد نصح بعدم التواجد مع أي مصاب بالمرض في مكان واحد، كما أوضح أنه من الأفضل الجلوس في مكان به مصدر هواء متجدد خاصة عند وجود تجمعات كبيرة من الناس.
فيروس AH1N1 يكون فعالا لمدة 3 أيام على الأسطح الصلبة
نفى د. مصباح أن الفيروس يبقى فاعلا على الأسطح الصلبة لمدة 3 أيام، موضحا أنه:
- يظل حيا على اليدين لمدة 4 ساعات، ولكنه يكون معديا لمدة 15-30 دقيقة فقط.
- في حين أنه يبقى حي على الأسطح المسامية كالفوط والمناديل لمدة 8-12 ساعة ويكون معد خلال ساعتين فقط.
- أما الأسطح الصلبة كالرخام والخشب فيظل حيا عليها لمدة 24 ساعة ويكون معديا لمدة 6- 8 ساعات فقط لا غير.
مادة الـ"كلوروزيلينول" والمعروفة تجاريا باسم "ديتول" هي المادة الوحيدة التي تستطيع القضاء على الفيروس:
علق د. مصباح قائلا: "إن هذا المنتج أحد المطهرات التي تساهم في القضاء على الفيروس ولكنها ليست الوحيدة، فهناك الكحول بتركيز 70% وكذلك الكلور بتركيز 10% كل منهما يقوم بالعمل نفسه".
ارتداء القناع (الماسك) بصفة مستمرة يقي من الإصابة بالفيروس
أوضح د. مصباح أن استخدام القناع الجراحي الموجود بالصيدليات في الأماكن المزدحمة يكفي لتقليل فرص الإصابة بالعدوى، بشرط ألا يرتديه الشخص طوال اليوم، حيث إن ارتداءه بصفة مستمرة يؤدي لتبلله نتيجة التنفس، وفي هذه الحالة يصبح القناع بيئة خصبة لنمو الميكروبات والبكتيريا وقد يتسبب في الإصابة بالأمراض، لذا فيجب التخلص منه بعد أن يصبح مبللا أو بعد مسكه بالأيدي الملوثة.
شراب الينسون الدافئ علاج فعال، كما أنه يقي من الإصابة بالفيروس لاحتوائه على "حمض الشيكميك" المكون الأساسي لعقار التامي فلو
إن تلك المادة موجودة بالفعل في "الينسون النجمي" أو ما يعرف بـ"الينسون الصيني" وهو نبات مختلف تماما عن نبات الينسون المتعارف عليه لدى العامة.
ونقلا عن موقع جامعة بريستول البريطانية، فإن 30 كجم من الينسون الصيني ينتج 1 كجم من حمض الشيكميك، كما أن عملية تصنيع التامي فلو من هذا النبات هي عملية كيميائية طويلة ومعقدة تأخذ وقتا قد يصل من 6 – 8 أشهر من خلال 10 خطوات إنتاجية.
لذا فشرب كوب من الينسون الدافئ سواء العادي أو حتى الينسون الصيني لن يكون أبدا البديل الطبيعي لعقار التامي فلو ولن يقوم بعمله.
ملعقة صغيرة ممسوحة من بيكربونات الصوديوم على كوب من الماء البارد، كفيلة بجعل الدم ذا وسط قاعدي مما يجعل حياة الفيروسات مستحيلة
وردا على هذا الاعتقاد أوضح د. أحمد سليم فؤاد أستاذ الأورام بكلية طب قصر العيني إن درجة الحموضة ويرمز لها بالـ(PH) للدم ذات مقدار ثابت هو 7.365 وبذلك يميل قليلا للقلوية بطبيعته، ولابد أن يعلم الجميع أن "درجة حموضة الدم هي أمر مقدس يجب الحفاظ عليها ثابتة دائما"، وذلك للحفاظ على وظائف الأعضاء، فإذا تناولنا أي مادة أو عقار يتسبب في تغيير كيمياء الدم إلى القلوية أو للحموضة فستتأثر وظائف الجسم كاملة ولن نستطيع التنبؤ بما قد يحدث للشخص.
ومن الواجب ذكره أن الإفراط في تناول بيكربونات الصوديوم قد يؤدي إلى حدوث ما يعرف بالقلاء الاستقلابي (اضطراب التوازن الحمضي القلوي)، وتتمثل أعراضه في قيء وصداع وانتفاخ وتورم في الساقين والقدمين وفي بعض الحالات الخطيرة يتطور الأمر لصعوبة في التنفس وانتفاخ للحلق والشفاه واللسان، كما أن هناك بعض الأفراد من المحظور عليهم تناول بيكربونات الصوديوم مثل مرضى القلب وضغط الدم المرتفع وكذلك مرضى الكلى والكبد؛ لذا فمثل هذا الاعتقاد قد يودي بحياة أفراد لا ذنب لهم إلا تصديق الشائعات.
عقار التامي فلو له دور فعال في الوقاية من الإصابة بإنفلونزا AH1N1 وليس مجرد علاج
التامي فلو ليس له أي نفع عند أخذه بدون الإصابة بالفيروس فهو يعمل على تثبيط إنزيم معين يفرزه الفيروس وبالتالي يوقف عمله، وقد أوضح د. مصباح "أن التامي فلو هو وقاية كيميائية دوائية وليس فاكسيين أو لقاحا واقيا، وينبغي ألا يؤخذ بطريقة عشوائية حتى لا يفقد الفيروس حساسيته تجاهه ويصبح غير ذي جدوى".
كما أن عقار التامي فلو لا يتم استخدامه في حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير إلا مع الحالات التي يظهر عليها حدة وتطور خطير في الأعراض مثل: ارتفاع درجة الحرارة لمدة 3 أيام متتالية، سرعة التنفس والشعور بنهجان وهو ما يشير إلى تدهور وظائف الرئة.
إن الفيروس ما هو إلا مؤامرة من شركات الأدوية وأصحاب المصالح، وإنه تم تصنيعه ونشره
فكرة المؤامرة تلاحق الجميع عند ظهور أي فيروس أو مرض جديد، ولكن يجب ألا نستسلم لفكر المؤامرة، فلدينا أسباب علمية منطقية تثير القلق، ويكفي أن نعلم أن وباء الإنفلونزا الذي أصاب العالم عام 1918م و1919م قد قتل على مستوى العالم ضعف من قتل أثناء الحرب العالمية الأولى من عام 1914م وحتى 1918م، لذلك ينبغي أن نعير الموضوع أهمية قصوى، كما أن الفيروس لم يصل إلى المرحلة التي نستطيع أن ننعته فيها بالفيروس القاتل، ولكن يجب علينا الانتباه وأخذ الاحتياطات اللازمة، فالموجة الأولى من فيروس الإنفلونزا الذي اجتاح العالم عام 1918-1919 كانت بسيطة وغير قاتلة، في حين جاءت الموجة الثانية قاتلة وحصدت ملايين الأرواح.
المصل الواقي خطير
يرى د. مصباح أن المصل لم يأخذ كفايته من البحث والدراسة التي تمنع حدوث مشاكل للأفراد، فمثلا لا نعرف ما هي آثاره الجانبية على السيدات الحوامل والأجنة، لم يحصل هذا المصل على الدراسة السريرية والتجربة العملية الوافية، ولم يثبت أمانه على المدى الطويل وهي العملية التي تعرف بـ "أمان ما بعد التسويق".
ولكن مع فيروس الإنفلونزا ليس لدينا رفاهية التقييم والبحث لسنين طويلة، لأنه عند إطلاق المصل بعد إتمام كل البحوث والدراسات سيكون فيروس الإنفلونزا قد تحور إلى شكل آخر مختلف تماما لا يؤثر فيه المصل.
ومصل فيروس إنفلونزا الخنازير يتلقى نفس معاملة فيروس الإنفلونزا الموسمية، "عندما تنتهي كل الاختبارات ويبدأ الإنتاج ويتم إرسال المصل، تقوم البلاد المستلمة له بمراجعة كل الاختبارات التي قامت بها الشركة بالإضافة إلى الاختبارات الخاصة بها كذلك"، وأوضح د. مصطفى أورخان مدير مركز الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة سابقا: "نحن نأخذ الوقت الكافي للتأكد من أن المصل آمن"، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الشتاء على الأبواب وهو الموسم الذي يكون فيه فيروس الإنفلونزا أكثر نشاطا ويجب الانتهاء سريعا من الإجراءات